نلتقي اليوم بشخصية تعد مثالاً فى الكفاح والصبر والحرص على خدمة هذا الوطن من خلال التفاني فى العمل وغرس روح الحب والتعاون فيمن حوله ..
اليوم حوارنا الهادف الذى نبعث من خلاله رسائل للشباب الواعد كي نعلمه أنه بالجد والاجتهاد والصبر وتجاوز العقبات يستطيعون تحقيق ما يرمون إليه،
نلتقي مع أحد المعلمين الأفاضل ولقد قررت أن تبدأ سلسلتنا بالمعلم الذى هو عصب المجتمع وعليه تبنى أحلام الأمة..لذلك نحن اليوم على موعد مع الأستاذ:
ممدوح عبدالسلام الجابري محمد الجيزاوي
خريج كلية دار العلوم جامعة القاهرة
مدير عام الشئون التنفيذية بمديرية التربية والتعليم بمحافظة المنوفية والموجه العام للغة العربية ..
وكان لنا شرف هذا الحوار مع سيادته:
-أستاذ ممدوح ،ماذا تقول للشباب الذين أصبح هاجسهم الأكبر هو السفر والهجرة خارج البلاد؟
-فى الحقيقة أن هذا موضوع شأئك ويحتاج نوع من الإنصاف والحكم العادل لذلك علينا ألا نغفل عدة نقاط:
أولا.. تنمية روح الانتماء لدي أولادنا منذ الصغر وهذه الروح لابد أن تتضمنها مناهج التعليم وكذلك تكون ملموسة مع المعلم كذلك.
ثانيا :وسائل التواصل التى تبهرنا بالغرب الذى للأسف لا نرى منه سوى جانبه البراق، وعندما يذهب الشباب إلى هناك يحدث لهم نوع من الصدمة بين ما سمعوه وبين ما لمسوه حقا على أرض الواقع.
-أحيانا يكون لدى بعض الشباب العذر فى التفكير لكن عليه أن يعيد تفكيره ويقاوم مصاعبه ولا بأس أن يفكر فى السفر بغرض الدراسة وتطوير نفسه والرجوع ليفيد بلده وغيره مما تعلمه.
-حضرتك بالتأكيد قابلت كثيراً من العقبات فى مسيرتك المهنية ..فماذا تقول للشباب الذى ييأس بسهولة ويتنازل عن أحلامه عند أول صدام لهم بالعالم الحقيقي؟
-الحقيقة أن المتأمل فى الحياة لا يجدها خالية من العقبات والمصائب ،والذي يميز شخص عن أخر هو قدرة الناجح على تطويع العقبات والمصاعب فوثق في ربه عز وجل ثم فى نفسه .. وحاول الصمود حتى أنه جمع الحجارة التى ألقتها الدنيا عليها واعتبرها درجات يقف عليها كي ترفعه لأعلى، فليس الناجح من لم يواجه الفشل بل من لم يعجزه فشله حتى أنه حطم صنم الخوف واليأس وارتقى فوق أوجاعه، فالله عز وجل لا يعطى النجاح لمقصر ولا جبان.
-حضرتك تكلمت عن روح الإنتماء ،فهل ننميها برنامج التعليم فقط؟
-إن تنميةروح الإنتماء للوطن لابد وأن تشمل كل مناحي الحياة ..من التفاعل اليومي بين الناس بعضهم وبعض وبين المعلمين أيضاً فى المدارس والجامعات والمناهج التعليمية، ولا يمكن أن نغفل دور وسائل الإعلام الخطير فى التأثير وزرع القيم أو نزعها.
-ما رأي حضرتك فى الصورة التى يقدمها بعض المعلمين و التى أصبحت للأسف تسود وسائل التواصل من سوء استخدام المنهج التعليمي وجعل التعلم سلعة يروج لها بطرق لا تتناسب مع الرسالة السامية؟
-الرسول صلى الله عليه وسلم كان نعم القدوة والمعلم الأمثل لذلك أرى المعلم الذى يقدم المنهج والتعلم بصورة لا تليق بالمعلم ومكانته هو لا يمت لحقيقة المعلم بصلة كما أن المعلم الحقيقي هو من يبقى فى ذاكرة طلابه مهما توالت عليه السنون.
-ما رأى حضرتك فى تأثير الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على أولادنا الصغار؟
-لا يمكن تصنيف موضوع مثل الانترنت على أنه كله عيوب أو كله مزايا،فكما أن لها إيجابيات لا تحصى فلها أيضا سلبيات كثيرة ،فلكل باب مفتاح والعبرة هو كيف ومتى نستخدمه؟
-تحية وشكر تقدمها لمن؟
-أوجه رسالة شكر لكل من يعيش على أرض هذا الوطن ويجعل من مصلحة الوطن العليا ومصلحة شبابنا فوق كل اعتبار،كما أوجه شكر خاص لكل الشرفاء ولكل المعلمين الذين يغرسون القيم والمبادئ والثقافة العربية الإسلامية الحقة فى عقول طلابهم.. كما أقدم تحية لكل قائد مخلص يؤدى دوره أمام الله على الوجه الأمثل
-إذا طلبنا منكم نصيحة فلمن تقدمها؟
-أولا أقدمها لنفسي فلا أظن أنني قدمت مهمتي على أكمل وجه ..فهى تحتاج مني مزيداً من الجد والتعب والرقي والجهد لذلك أدعو الله أن يعينني عليها، كما أقول لكل صاحب منصب أن يتقى الله فى عمله وأن الله محاسبنا على كل صغيرة وكبيرة .
-جملة واحدة تقدمها للشباب المقبل على الحياة؟
-قيمتك الحقيقة هى مقدار ما تقدمه لنفسك وبلدك ..فكن حريصا على اختيار قدوتك فلا تجعلها من هؤلاء الذين لا وزن لهم لكي يفتخر بك أولادك فيما بعد.. بأنك كنت نعم الإنسان ونعم القدوة..
بقلم هيام على بيومي