جريمة تعد من أبشع الجرائم التي شهدتها البشرية في عصرنا الحديث، لا مبرر لها ولا منطق، تخالف كل قواعد الدين والأخلاق، من أجل المال قُتل الطفل أحمد سعد ابن شبرا الخيمة الطفل الذي لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره، طفل كل حلمه أن يعيش سعيدًا عرف بأخلاقه الطيبة والشهامة والجدعنة.
تفاصيل تجعل الشعر شيبًا وترتعش من سماعها، كشفتها تحقيقات النيابة العامة فى واقعة العثور على جثة طفل لم يتجاوز عمره الـ15 عامًا بداخل شقة مستأجرة فى منطقة شبرا الخيمة، وقيام المتهم بشق بطنه وانتزاع ما بداخلها من أجل الاتجار بالأعضاء البشرية وتصوير كل ذلك عبر الفيديو كول وإرسالها إلى المتهم الثاني الذي قام بالتحريض على الجريمة؛ بهدف بيع الفيديو بمبالغ كبيرة على إحدى المواقع الإلكتروينة المعروفة بالـ “الدارك ويب”.
حضر المتهم مرتكب الجريمة “طارق” 39 سنة منذ 4 شهور إلى عزبة عثمان بمنطقة شبرا الخيمة للعمل. مدعيًا أنه كهربائي ولكن مصاب بمرض السرطان، الأمر الذي أدى إلى تعاطف الأهالي معه توفيرعمل له داخل إحدى المقاهي. واستأجر المتهم شقة سكنية وكان دائم الصلاة في وقتها والتواجد في إحدى “مركز السايبر” المجاروة لمقر عمله. وتعرف المتهم على الطفل “أحمد محمد سعد” من أهل المنطقة الذي كان دائم التردد على “مركز السايبر” المقابل للمقهى الذي يعمل به المتهم، وهنا تمكن المتهم من التودد للطفل الصغير بشكل مفاجئ.
اختفى الطفل أحمد سعد في يوم 15 أبريل وحررت أسرته محضر، وفي يوم 19 أبريل اشتم الجيران انبعاث رائحة كريهة من الشقة المستأجرة وبعد دخولها تم العثور على جثة الطفل عاريًا على سرير وبه جرح طعني بالطول بداية من الرقبة إلى نهاية البطن، وتم انتزاع الأحشاء ووضعها داخل أكياس بجوار السرير. وتوصلت التحريات إلى أن المتهم كان يسير مع المجنى عليه ودخلوا إلى الشقة وخرج منها المتهم فقط. وأفادت بأن المتهم نقل الثلاجة والبوتاجاز من منزله تزامنًا مع الجريمة، ولم يكن هناك شيء بالشقة إلا السرير فقط. وباستخدام التقنيات الحديثة تم تعقب المتهم حيث كان يختبئ بجوار مستشفى الدمرداش حيث تم ضبطه واستجوابه.
اعترف المتهم بارتكاب الواقعة بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت. موضحًا أنه تعرف عليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية والذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه. وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية “الفيديو كول”، طلب منه المصري المقيم بدولة الكويت إزهاق روحه تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية “الفيديو كول” أيضًا، وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.
أسفرت التحريات عن معرفة هوية المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده. وباشرت النيابة العامة استواجب المتهم ووالده وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة. وأعترف المتهم الأول -16 عاما- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، وأكد أن الهدف من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، بغرض بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة. كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع.
وختامًا نسأل الله العلي العظيم أن يلهم أهل الطفل أحمد سعد الصبر والسلوان، وأن يحفظ أبناءنا وأولادنا من كل سوء ومكروه.