بالأمس القريب شاهدت برنامجًا للإعلامية المخضرمة”منى الشاذلي” من تلك البرامج الليلية الترفيهية وكانت في ضيافتها أسرة فيلم”البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” ناهيكم يا قرائي عن طول عنوان الفيلم فهم يتحدث عن موضوع في غاية الأهمية هو رعاية الحيوانات والرفق بها وحمايتها من المعاملة الهمجية التي يلاقونها.وما اندهشت له هو كيف تم تدريب الكلب وأقلمته على أجواء التصوير و أبطال الفيلم لكي يسهل عليهم التعامل معه أثناء التصوير وقد كان فبالرغم من أنه”كلب بلدي” من كلاب الشارع البلدية التي للأسف تربى على القمامة والفضلات ولكنه كان أليفًا جدًا والغريب أنه لم يكن وحده كان معه كلب آخر بنفس المواصفات ليحل محله إذا شعر بالتعب…أي دقة في العمل يا سادة لم أندهش عندما سمعت من المدرب الخاص له أنه تم استغراق الكثير من الوقت لتحويله من كلب تربى في الشارع لكلب أليف يظهر عليه الأناقة وكأنه تربى في منزل أحد الأغنياء حيث أن الكلب يا سادة من أوفى الحيوانات التي يمكن مقابلتها في حياتك إذ يمكنه أن يكون دليلك إذ ما ضليت الطريق أو رفيق مشوارك أو أنيسك في وحدتك فهو كائن حساس لا يغفل ولا يعض اليد الذي تمده بالدفء والطعام إذا شعر بالجوع أو الخوف من الأجواء القارسة او من شيء ما آخر.في صريح العبارة وأنا أشاهد الحلقة كنت أفكر في باقي الكلاب الضالة التي انتشرت بكثرة في الشوارع والأزقة والحواري المختلفة لأن هذا السيد رامبو ما هو إلا واحد منهم حتى اعتقدنا أنهم أكثر منا كبشر ويمكنهم أن يلتهموننا في أي وقت كتبت في مقال سابق عن هذا الموضوع وقلت رفقا بالذين لا ينطقوا إذ ما شعروا بالجوع أو بالتعب وخصوصًا من هؤلاء الذين يعاملونهم بلا رحمة ولا شفقة أو يبتاعوهم ثم بعد فترة يهملونهم نتيجة للملل أو لفقرهم أو لعدم استطاعتهم الإنفاق عليهم أو لأنهم أصبحوا غير قادرين على تحمل المسؤولية هل هذا يعقل؟ هل يصح أن نجعلهم فريسة للظروف التي يتعرضون لهابعد تلك التربية المنزلية الأنيقة التي كان يعيش بها؟أو حتى بالقتل رميا بالرصاص من هؤلاء عديمي الرحمة والشفقة؟ لهذا أعجبتني مبادرة أسرة الفيلم بالقيام بالرعاية للسيد رامبو وأخيه التوأم وعدم عودته للشارع مرة أخرى ويكون فريسة للكلاب الضالة يتناولوا لحمه وهو حي يرزق مثلما فعل مع مثله من قبل ومن هنا أناشد كل محبي تربية الحيوانات بدلا من ابتياع كلاب غالية الثمن واستيرادها من الخارج أن يقوموا بتبني هؤلاء البائسين وإنقاذهم من الطقس البارد وتسكعهم في الشارع ليل نهار. كما أناشد من منبري هذا جمعية الرفق بالحيوان أن تعمل على هذا الموضوع الهام جدا وتتبنى كل الكلاب الذين يملأون الشوارع وتهتم بهم وترعاهم وتخصص لهم أماكن للرعاية بما لا يعرضهم للضرب أو القتل وتقديم كل ما يلزم لهم من رعاية صحية ومعاملة آدمية تليق بأناس مثقفين يعرفون ما هو هذا الحيوان وكيف يعاملونه أقصد أن تعملوا على إنقاذ إخوان السيد رامبو من التشرد والضياع.