منذ أيام قليلة استضاف الإعلامي المخضرم والمحنك”عمرو الليثي” في برنامجه الإنساني باقتدارعازف من أمهر عازفي البيانو في مصر على الإطلاق وهو العازف الماهر وهذا أقل ما يقال عنه”عمرو سليم” الذي شاءت إرادة الله عز وجل أن يحرم من نعمة أنعمها الله على الغالبية العظمى من البشر وهي نعمة البصر.أعرف أنها خارجة عن نطاق المقال ولكن ستتساءلوا يا قرائي لماذا قلت على هذا البرنامج أنه إنساني باقتدار لأنه يؤمن دائمًا هو وما مثله من برامج أنه” ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط” وأعتقد أن الإعلامي القدير ” عمرو الليثي” يؤمن أيضًا بتلك المقولة ولهذا يعمل بها في برامجه فيقوم بمساعدة كل من قدر له الله ألا يستطيع مجاراة هذه الدنيا وهذا الغلاء الفاحش الذي نعيش فيه الأن ولهذا استحق البرنامج هذا وأيضًا برامجه في الراديو أن تأخذ هذا اللقب وباقتدار كبير. فتصور معي عزيزي القارئ كيف يعيش الإنسان دون أن يرى ما حوله ولكن هناك أناس قدر الله لهم العيش دونها وهذا هو واحد منهم ولكن في الحقيقة هناك حكمة تقول” كل ذي عاهة جبار” وقد كان بالفعل وليس هو فقط بل هناك الكثيرين الذين أمتعونا بإبداعاتهم بالرغم من أوجاعهم التي يعانوا منها نتيجة لذلك وتعلمنا منهم الكثير والكثير من الدروس المستفادة. فأول درس أريدكم جميعًا أن تتعلموه معي هو” من تواضع لله رفعه” فكم كان الفنان عمرو سليم وغيره من هؤلاء أشخاص يتسموا بكم من التواضع الذي ننحني له احترامًا وتقديرًا حيث وجدناه يجلس أمام البيانو يتحدث في كل بساطة ويسر دون تكلف أو تصنع على طبيعته وكأنه إنسان عادي مثلنا فهنا يا صديقي القارئ نتعلم أن هؤلاء الفنانين والعازفين ما إلا أناس عاديون جدًا يأكلوا يشربوا ويمارسوا حقوقهم في الحياة مثل باقي خلق الله فلما التكبر؟ أما الدرس الثاني يا قرائي الذي تعلمته وأريد لمن لا صبر له على تخطي المصاعب أن يتعلم من هؤلاء فكل حياتهم مصاعب ولكن لابد من التسلح بالإرادة القوية والعزيمة والاستبسال حتى تحقيق المراد فمهما بلغت درجة الإعاقة لم تمنع صاحبها إذا أراد أن يكتب اسمه ما بين العظماء بحروف من ذهب ..فلابد عزيزي القارئ مهما نقص عندك من نعم أن تحمد الله وتشكره على النعم التي لا تعد ولا تحصى التي حباك الله بها مهما نقص منها ولا تضع يدك على خدك متحججًا بإعاقتك بل تثابر وتجتهد أن تحول محنتك هذه إلى منحة من الله يميزك بها عن باقي خلقه.الدرس الثالث يا صديقي القارئ هو يجب أن تفتش عن نفسك بداخل نفسك فلابد من نعومة أظافرك أن تفتش بداخلك وتبحث ما الذي يميزك ولا تخجل من أن تفشل مرات ومرات في بداية المشوار فالإنسان السليم يتعلم من الخطوات الفاشلة التي يخطوها في مشوار حياته فيثابر ويصبر ليجد النجاح حليفه في نهاية المشوار وهذا ما تعلمناه من تلاميذ مدرسة الدكتور طه حسين التي خصصت لهؤلاء كي يأخذوا وافر حظهم ونصيبهم من التعليم والذين شاهدناهم من خلال حلقات العباقرة في موسم المدارس المنقضي يحاربوا من أجل الوصول لأعلى نقطة في الموسم فمن جد وجد ومن زرع حصد وها قد حصدوا كأس المدرسة المثالية في بادرة هي الأولى من نوعها في مواسم برنامج العباقرة فربما من هؤلاء العباقرة الصغار نجد نسخة أخرى من الدكتور طه حسين بيننا في القريب العاجل. وليس كل هذا فحسب ولكن هناك الكثير يكفي أن نقف أمامهم وننظر باندهاش لقدراتهم الإبداعية في مختلف المجالات ونتساءل باندهاش كيف يفعلوا كل هذا دون أن يبصروا؟ والإجابة في كلمة واحدة هي “البصيرة” التي ينيرها الله لهم في كل خطوة والإيمان بالله والتمسك بالأمل هذا هو الدرس الأكبر والسلاح الأقوى الذي لابد أن نتسلح به جميعًا… فتحية تقدير وتعظيم سلام كبير لكل هؤلاء الذين أثبتوا لنا ولأنفسهم أنهم ” قد الدنيا”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.