ترددت كثيرا قبل أن اكتب في هذا الموضوع، فالقلب يصرخ ويتألم من وجع الموجوع، فقررت أن أكتب بصدق دون رجوع، ولكن وجدت أنه من الضروري أن نكشف الأوراق ونفتح الإدراج المغلقة ونخرج الأمر إلى النور، بدون إطالة أو تزييف، فأمل المرضى في العلاج وتخفيف الآلام لا يمكن الاستهانة به مهما كان، أو الاستهتار في عرض منتجات يعلق المرضى آمالهم عليها حتى تخفف الأوجاع وتتحسن الأوضاع وتكنشف الغمة، وكيف لا وأناس كثر يظهرون على شاشات التلفاز وما أدراك ما التلفاز، أسرع وسيلة للتأثير بلا انحياز، يحملون المصحف ويقسمون بالله أن هذا دواء، قد شفاهم وأصبحت الصحة كالحديد، بل الأدهى والأمر أنه كالمولود الجديد، ويخيلون للمشاهد أن هذا المنتج دواء وشفاء على صدور المرضى ولما لا وهم وهن يقسمون بالله أن صحتهم صارت أفضل مما كانت، وهل بعد القسم شئ يقال.حديثي ليس من محض الصدفة أو من خيال، ولا كلام مرسل بلا أدلة، وإنما عن تجربة من عزيز لنا قد عاني من آلام في الركبة، ووقعت عيناه على الإعلان وأناس يقسمون أنه تم علاجهم، وأن الصحة تمام التمام ، فلم يبقى أمام العزيز سوى تعليق أمل أو آمال في أن يخفف هذا الكريم من الامهم، وقام العزيز بشرائه بمبلغ من المال ليس بالزهيد وإنما بآلاف الجنيهات ، أربع عبوات وانتهت عبوة واحدة تلو الأخرى، ويأمل العزيز في أن يلقى شفاه، حتى انتهت العبوات ولم يشعر بشئ من التحسن ولو بقدر بسيط، فأصبح على وعي وعلى يقين أنه سقط في فخ أكذوبة روجت لها الإعلانات، وأن الهدف الأساسي تحقيق ملايين الجنيهات باستغلال مرض والأم الكثير من المرضى.
ختاما لا أهدف من هذه الكلمات سوى التوعية، والتمهل قبل اتخاذ القرار واتباع نظام طبي سليم، وعدم الانجراف خلف تلك الإعلانات مدفوعة الأجر سيئة النوايا في ظل غياب الوصايا .