أعرف أنني تأخرت بعض الشيء في كتابة هذا المقال ولكني فضلت الانتظار حتى ينتهي لكي تكون الرؤية قد اتضحت لدى وضوحًا كاملًا فكان من المفترض أن أكتب إليكم منذ أن بدأ مهرجان الموسيقى العربية والمنقضية دورته الثانية والثلاثين منذ أيام قليلة فقد قام فيه معالى وزير الثقافة ورئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد ومعهم مدير المهرجان الدكتور خالد داغر بتكريم عدد لا بأس به من الموسيقيين والفنانين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة دار الأوبرا المصرية من مصر والدول العربية.
ولكن يا سادة لا أكتب في هذا الشأن ولكني أكتب هذا المقال والذي أخص فيه بالذكر الحفلات الفنية التي زينت معظمها ليالي المهرجان والتي جاءت هذا العام باهتة بعض الشيء ربما يكون هذا في صالح فناني دار الأوبرا المصرية التي ساهمت تلك الحفلات في شهرتهم وانتشارهم بشكل أسرع فبالطبع جاء ذلك بعد اعتذار عدد لا بأس به من كبار الفنانين العرب الذين اعتدنا رؤيتهم في حفلات المهرجان وذلك بسبب الأوضاع المضطربة في معظم البلاد العربية.
ولكن أتساءل من خلال مقالي هذا أين المطربين المصريين الذين لهم شهرة كبيرة ومحبوبين في مصر والوطن العربي مثل تامر حسني والهضبة وحماقي؟ لما لا يأتون ويقوموا بإحياء حفلات تتعلق بمهرجان كبير يقام في بلدهم مصر في حين أنهم يحيون الحفلات المختلفة في البلاد العربية الشقيقة المختلفة ولكن لماذا أغفلت دار الأوبرا ووزارة الثقافة هؤلاء؟ لما اعتذرت شيرين عبد الوهاب؟ والتي افتقدناها في الفترة الأخيرة بسبب ظروفها وكنا نتمنى رؤيتها وسماع كل جديد لديها من خلال تلك الحفلات ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
أكتب موجهة تساؤلاتي لمعالي وزير الثقافة ورئيس دار الأوبرا المصرية الموقرين لأن ما لا يدرك كله لا يترك كله وما لا ندركه هذا العام ربما لا يترك العام القادم في الدورة القادمة من هذا المهرجان الذي أعتقد أنه قد نجح …نعم أقر بالرغم من المعوقات الجسيمة التي أعاقت سير المهرجان من اعتذارات متتالية لنجوم ونجمات وظروف قهرية تخرج عن الإرادة فشاء من شاء وأبى من أبى فلا أقصد هنا البكاء على اللبن المسكوب الذي لا يفيد في شيء ولكن أتمنى أن يحصل مرتادي حفلات هذا المهرجان الكبير على العوض المناسب في الدورات القادمة بمشيئة الله تعالى.