منذ منتصف الخمسينات أو الستينات من القرن الماضي غنى الفنان الراحل فريد الأطرش وقال” الحياة حلوة…ارقصوا وغنوا وانسوا همومها” وأنا ونحن الآن في 2024 أضم صوتي لصوت الفنان الراحل لأن بالفعل الحياة حلوة يا أعزائي الزوجات والأزواج ولا تستحق أبدًا أن نعيش لحظاتها في حزن وكآبة.
أكتب مقالي هذا لأن في الآونة الآخيرة كثرت حالات الانفصال بين الأزواج والزوجات خاصة حديثي الزواج لأنهم لا يستطيعوا تحمل متاعب ومشقة الحياة الزوجية اللذيذة نعم هناك مشقة أجزم بذلك ولكنها مشقة لذيذة فمن منا لم تحلم في يوم ما أن تصبح زوجة وأم ويكون لديها منزل سعيد وأولاد وتستقر في حياتها ولكن للأسف نسمع المشاجرات والصوت العال الذي غالبًا ما ينتهي بالتراشق بالألفلظ والأيدي وتكسير أثاث المنزل الذين تعبوا في تكوينه.
وليس هذا فحسب ففي وسط تلك الشجارات والأصوات العالية يسمع الجيران بعض الأسرار التي تخص الزوجين المختلفين أو الأولاد إن وجد بالرغم من أنها أسرار ومن المفترض ألا تخترق الأربعة جدران ولكن نراها تخترقها وبقوة
لا أعرف لماذا أو ما الداعي لخروج تلك الأسرار الخاصة جدًا التي لا ينبغي أن يعرفها أحد وهنا يتم تدخل العائلات ومنها إلى الطلاق وتشريد للأطفال الصغار المساكين الذين يحتاجوا دائمًا إلى وجود الأب والأم معًا بجانبهم في حياتهم
أعرف يا سادة أنني أكتب كلامًا مكررًا وبات الجميع يعرفه ويدركه جيدًا ولكن التكرار يعلم الشطار و للأسف لا يعملون به فمازالت حالات الانفصال في تزايد مستمر وما أدراكم ما الانفصال والمشاكل التي تنجم عنه وعندما تبحث عزيزي مستمع الشكوى عن سبب الانفصال تجد أنها أسباب تافهة جدًا ولا تستحق كل هذا كما أعتقد أيضًا من وجهة نظري المتواضعة أن أغلب المشاكل سببها الأساسي مواقع التواصل وتلك الهواتف التي أصبحت قاسمًا مشتركًا في حياة الكثيرين منا فماذا لو نترك هذه الهواتف والمواقع جانبًا ونعيش دون تكنولوجيا دون مواقع تواصل مثلما كان في قديم الزمان قبل ظهور تلك الأشياء بالتأكيد ستكون الحياة خالية من المشاحنات وستقل حالات الانفصال وسيعمر الكون .
والآن أيها الأزواج والزوجات المتعاركين والمتعاركات ,,المنفصلين والمنفصلات جئت لكم اليوم بالخبر اليقين والحل السحري الذي سيذيب جموع الثلوج المتراكمة بين الأزواج ويرجع بينهما الحب والوئام والذي سيعمل على تذويب كل الخلافات بينهما وهي كلمة خفيفة جميلة وهي ” الحضن” فالحضن يا قرائي هو الذي سيعمل على إذابة جميع الخلافات والمشاحنات المتراكمة بين الأزواج والزوجات وللأحضان أنواع مختلفة فهناك القصير الذي يعبر عن الاشتياق عند العودة من العمل فيكونا على بعد من بعضهما لفترة طويلة والحضن الطويل الذي يعصر فيه الزوجان بعضهما دليل على الاشتياق للحب والحنان واللمسات الجميلة وهناك الحضن الذي تفاجأ به الزوجة وهي مشغولة في مسؤولياتها والذي يعبر لها الزوج عن أنه مشفق عليها ويريد أن يساعدها ويهون عليها وللأحضان يا سادة يا كرام العديد من الفوائد الجسمانية والنفسية فهو يقوي المناعة الطبيعية ويحسن من وظائف أعضاء الجسم كما أنه يزيد الشعور بالأمان والاطمئنان ويزيل الخلافات الزوجية
وهنا السؤال لماذا لا يتخذ الأزواج من الأحضان ثقافة ونهج لهما طيلة حياتهما فمن المفترض طالما أصبح الشاب زوج والفتاة زوجة فمن المفترض أن يكونا قد تأهلا للحياة الزوجية ويعرفا كيف يحلا مشاكلهما وحدهما دون شجار أو عراك ويتناقشا في جو من الهدوء والموضوعية وبذلك ينعما بحياة جميلة وأولاد أسوياء في المستقبل وحياة هادئة دون تعقيدات …فاجعلوا “الحضن” نهج تسيروا عليه أيها الأزواج والزوجات في حياتكم.