محافظ صعب عليه راجل وست بسطاء شايلين أطفالهم في مستشفي المراغة ومنتظرين يكشفولهم وطبيبة شابة طلبت يجيبوا تذكرة بناءً علي تعليمات الوزرارة وقوانين إدارة المستشفيات.



لا المحافظ غلط لأنه زعل علي المواطن الغلبان أبو طفل مريض؛ لأن شغلانة سيادته خدمة المواطنين ورعايتهم!
ولا الدكتورة غلطت عشان طلبت تذكرة للمريض قبل توقيع الكشف عليه، ومفيش كشف من غير تذاكر.

الحكاية أن السيد المحافظ الجديد وصله شكاوي بالجملة من المستشفيات في كل المراكز وذهب لتحري الأمر بنفسه فوجدها صحيحة والشكوي في محلها.. يبقي ميصحش نزعل لما يعاقب ويقيل ويغضب من المخالف والمستهتر واللي مكبر دماغه
..
من حق المحافظ استخدام كامل سلطاته في المعاقبة والإقالة والنقل بشرط إن يتم ذلك بالقرارات والورقة والقلم؛ دون الوقوع في فخ الإهانات والتجاوزات والتنمر .. سلوكيات كالأخيرة تنتقص من وقار المسئول الأكبر بالمحافظة وهو ما لا نقبله عليه.

اعتذار رئيس الوزراء لطبية المراغة لا يعني أبدًا إساءة للسيد المحافظ هي فقط تهدئة و”شراء خاطر” لمواطنة مصرية برتبة طبيبة لها نقابة حساسة بشأن أعضائها وتغضب عند الاقتراب منهم، مقابل محافظ لديه انحياز جارف لقضايا المواطن الغلبان ومطالبه ولديه رغبة في الحد من معاناته.

محافظ متحمس فقد – إنسانيًا- أعصابه انتصارًا لطفل مريض محمول علي ذراع أبيه ليصطدم بطبيبة شابة لديها حساب نشط علي السوشيال ميديا حكت قصتها بتأثر بالغ فتعاطف معها الناس ولو شاهدوا الفيديو جيدًا فإن الكثير من ردود أفعالهم ستتغير..

الطبيب مش ملطشة وفوق رأسنا لمن يقدس منهم مهنته السامية فهم ليسوا سواء، منهم الصالح ومنهم الطالح ..والمريض الفقير ابن هذه الأرض الطيبة لا يجوز إهماله وتجاهله ولا تعذيبه بتأخير الفحص وغياب الدواء.

يبدو جليًا أن المحافظ عبدالفتاح سراج له موقف واضح من مظاهر الاستهتار بالعمل العام وأنه منحاز بوضوح للمواطن ومصالحه واعتقد أن ذلك يستحق الشكر لا العرقلة ، ويستحق الدفاع لا الطعن.
ــــــــــــــــ
د. ألفت المزلاوي – عضو مجلس النواب