منذ السابع من أكتوبر الماضي ولا صوت يعلو في جميع البرامج الإخبارية وبرامج التوك شو الليلية سوى الحرب الدامية والدائرة بمنتهى القسوة والوحشية التي تستخدمها الصهاينة المتوحشين ضد أخواتنا وأهالينا في فلسطين الجريحة ولا نسمع سوى عن شهداء وقتلى وجرحى من شيوخ ونساء وأطفال صغار يتساقطون وقصف مباني ومستشفيات وأطفال تموت جوعًا من منع وصول المعونات الخارجية لهم ونحن هنا لا نتحدث في مصر ولا نسمع إلا عن المقاطعة والمقصود هنا يا سادة هي مقاطعة جميع المنتجات التي ينتجها هؤلاء الصهاينة المتوحشين وأعوانهم ممن يساعدونهم على القيام بتلك الأعمال الوحشية والتي لا أعلم أين سيذهبون منها يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وحتى جلودهم وعندما نسأل لما المقاطعة يقول البعض” لأننا بهذا ندعم تلك الوحشية ونأكل ونشرب من دماء الشهداء الذين راحوا فداء لتراب هذا البلد الحبيب” ولكن أرى من وجهة نظري أنه اعتقاد خاطئ يا سادة فهل على سبيل المثال تعتقدوا أنهم سيعودون عندما تقاطعوا تلك المنتجات؟ هل سيعيد ذلك من نالوا الشهادة من أجل الدفاع عن تراب هذا البلد الطاهر؟ أرى أنه لابد أن يكون لدينا وعي أكثر من هذا ونفكر بطريقة أعمق من تلك التي نفكر بها …فهل تعرفون أن كل تلك المنتجات يقوم بإنتاجها عمال مصريون في مصانع مصرية يحوي الواحد منها أكثر من خمسة ألاف عامل وعاملة ترى أين سيذهبون عندما تتوقف تلك المصانع عن العمل؟ هل ستنجحون عندما ترتفع نسب البطالة في مصر مرة أخرى؟ ناهيكم عن ذلك أن هناك منازل مفتوحة من خلف تلك المصانع فهناك عمال ممن لديهم أطفال يحتاجون الكثير من ملبس ومأكل وتعليم جيد وعلاج من أين سيجدون كل هذا إذ ما توقفوا عن العمل وتوقفت تلك المصانع عن الإنتاج؟ ترى يا أعزائي المقاطعين هل سترتاح ضمائركم عندما تجدون هؤلاء العمال يجلسوا على الأرصفة ويصبحوا متسولين في الأرض؟ أو حتى ترى سترتاحون عندما تشرد أطفالهم؟أرجو أن تعيدوا التفكير في هذا الموضوع بطريقة بها بعض العمق واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية …أليس صحيح؟