في عمر الزمان أيام حاسمة لها فضل وفيض من هذه الأيام المباركة يوم عرفة
* ففي هذا اليوم يباهي الله تعالى فيه بأهل عرفات أهل السماء ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ أهلَ السَّماءِ، فيقولُ لهم: انظُروا إلى عبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا» إسناده صحيح
* وفي يوم عرفة يُستحب الإكثارُ من الدعاء بالمغفرة والعتق من النيران، وهو يوم يرجى فيه إجابة الدعاء؛ ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»؛ رواه الترمذي
* وفي  يوم عرفة أخذ الله تعالى فيه الميثاق على ذرية آدم عليه الصلاة والسلام؛ ففي الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان – يعني عرفة – وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذَّرِّ، ثم كلمهم قِبَلًا؛ قال: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الأعراف: 172، 173]؛ رواه أحمد.
* وصوم يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة باقية؛ ففي الحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صَومِ يومِ عَرَفةَ، فقال: (كفَّارةُ سَنتَينِ)، وسُئِلَ عن صَومِ يومِ عاشوراءَ، فقال: (كفَّارةُ سَنةٍ) أخرجه مسلم.  
* وفي هذا اليوم  أكمل الله الدين وأتم النعمة على المسلمين ففي الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنَّ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتابِكُمْ تَقْرَؤُونَها، لو عَلَيْنا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا؛ قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: ﴿ اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: ٣]، قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنا ذلكَ اليَومَ والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو قائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ»؛ متفق عليه.
* ويوم عرفة يوم من أعياد أهل الإسلام؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهي أيامُ أكلٍ وشربٍ»؛ أخرجه أحمد بإسناد صحيح.
*  وهو يوم أقسم الله تعالى به، في القرآن الكريم فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3]. فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشاهدُ يومُ الجمعةِ، قال: وما طلَعتِ الشَّمسُ ولاَ غرَبَت على يومٍ أفضلَ منهُ، فيهِ ساعةٌ لاَ يوافِقُها عبدٌ مؤمنٌ يَدعو اللهَ بخيرٍ إلا استجابَ اللهُ لَهُ، ولا يستعيذُ من شيءٍ إلا أعاذَهُ اللهُ منه»؛ رواه الترمذي.
* ويوم عرفة يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُباهِي بهِمِ المَلائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرادَ هَؤُلاءِ؟» رواه مسلم
* فاجتهد فيه أخي المسلم قدر المستطاع فكل واحد منا يرجوا من الله القبول
* نسأل الله تعالى أن يكتب لنا حج بيته الحرام وزيارة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام