الشيخ إبراهيم جاد الكريم



إنك تنظر في هذا الحديث الماتع الذي تجد فيه المعنى الواقعي لجبر الخواطر وبناء الإنسان وتقديره وإظهار مكانته عند الله سبحانه وتعالى وأنه مقدر ومكرم وهذا ما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع زاهر ابن حرام ففي الحديث:
‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ ‏ ‏الْبَادِيَةِ ‏ ‏كَانَ اسْمُهُ ‏ ‏زَاهِرًا ‏ ‏كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْهَدِيَّةَ مِنْ ‏ ‏الْبَادِيَةِ ‏ ‏فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّ ‏ ‏زَاهِرًا ‏ ‏بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ

وَكَانَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُحِبُّهُ

وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا ‏- أي غير حسن الصورة – ‏فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَجَعَلَ لَا ‏ ‏يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا – أي لا يشتريني أحد – فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ ‏ ‏أَوْ قَالَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ )
مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه (حديث رقم: 12648 )

في الحديثِ:
– مَنْقَبةُ وفَضْلُ لزاهِرِ بنِ حَرامٍ رضِيَ اللهُ عنه.
– وفيه: أنَّ المُؤْمِنَ قِيمَتُه غالِيَةٌ عندَ اللهِ.
– وفيه: تَواضُعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحُسنُ عِشرتِه لأصحابِه .
– وفيه معنى جبر الخواطر وحسن المعاملة مع الناس.
– نحن في حاجة للتعامل بالرفق واللين والتسامح وعدم التنمر فالإنسان بمخبره لا بمظهره .