وُلدت السيدة زينب رضي الله عنها
فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها سيدنا الإمام الحسين بسنتين.
في السنة الخامسة وقيل السادسة من الهجرة
وعاصرت رضي الله عنها إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا جدها «الرسول»- صلى الله عليه وسلم- «زينب» على اسم ابنته زينب الكبرى رضي الله عنها.
تزوجت السيدة زينب رضي الله عنها بابن عمها سيدنا عبد الله بن جعفر الطيار بن أبى طالب رضي الله عنه.
وأنجبت منه:
جعفر وعلى وعون الأكبر
وأم كلثوم وأم عبد الله.
عاصرت حوادث كبيرة عصفت بالخلافة الراشدة بمقتل أبيها على كرم الله وجهه، ورضي الله عنه
وبعده وفاة أخيها سيدنا الحسن بن على رضي الله عنه، وإصرار يزيد بن معاوية على أخذ البيعة من سيدنا الحسين رضي الله عنه،
حينما خرج الإمام الحسين وأهله ومنهم أخته زينب من المدينة إلى الكوفة بعد أن وصلتهم رسائل أهل الكوفة تدعوهم إلى القدوم وتتعهد بنصرتهم ضد الأمويين، كما شهدت معركة كربلاء وشهدت استشهاد أخيها الإمام الحسين رضي الله عنه وابنها عون فى تلك المعركة ومعه ثلاث وسبعين من آل البيت والصحابة وأبناء الصحابة.
وفى عام 61 من التقويم الهجرى، أمر يزيد بن معاوية الأموى، بإخراج السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب، خارج حدود المدينة، لتختار لها بلدًا تسكن فيه، بعد أن أصبح بقاؤها يجعل يزيد يخاف من تواجدها أنه يؤجج نيران الثورة ضده فأبت فى أول الأمر وقالت «أأترك بلد أبى وجدى»، فقال لها عبد الله بن عباس رضي الله عنه «يا ابنة بنت رسول الله، اذهبى إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدى أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا».
فاختارت السيدة زينب رضي الله عنها مصر لتقيم فيها، لتشرف أرض مصر بمجيئها إليها،
ووصلت إليها فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والتهليل والتكبير، وعلى رأسهم والى مصر آنذاك مسلمة بن مُخلَّد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية وانتقلت لجوار ربها فى الـرابع عشر من شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول إلى ضريح لها فيما بعد.
فقد كان المسجد الزينبي الذي هو بيت والي قائمًا على الخليج المصري، عند قنطرة على الخليج كانت تسمى (قنطرة السباع)؛ لأنها كانت مُزَيَّنَةً من جوانبها بسباع منحوتة من الحجر، ولما رُدِمَ الجزء الذي عليه القنطرة من الخليج زالت القنطرة فاتَّسَعَ الشارع، وظهر مسجد السيدة بجلالِه وتوالت التجديدات عليه، وقد أنشئ هذا المسجد في العهد الأموي، وزاره كبار المؤرِّخِين وأصحاب الرحلات.
وأتى هذا التجديد الأخير للمسجد ولضريحها الانور في هذه الأيام في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ليسعد المصريون والمسلمون بهذا المشهد البهيج والمزار المبارك
رضي الله عنها ونفعنا الله بها وبأبيها وصلى الله وسلم وبارك على جدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم