في قوله تعالى: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ” [الأعراف : 199]
– أن أتعامل مع الناس بالعفو ما دمتُ على مقدرة من ذلك فما أجمل أن تعفو عن مقدرة عندها تستشعر حلاوة دعاءك لمولاك ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ) وعندها تستظل بظلال المثوبة من الله تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ).
– وأن يكون الأمر بالمعروف بكل معروف لا تجهم فيه بل بالحكمة والموعظة الحسنة وإن دعا الأمر إلى المجادلة فلتكن بالتي هي أحسن.
فكن من الدعاة الذين ساروا على درب الأنبياء والمرسلين فصدقوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ففتح الله بهم قلوبا غلفا وأعينا عميا وآذانا صما .
ولا تكن من الدعاة الذين يقفون على أبواب جهنم يدعون إلى المعروف ولا يعملون به وينهون عن المنكر ويقعون فيه .
– وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ الذين لا يدركون قيمة الأشياء ولا مقدار الأشخاص ولا يقيمون الحق مقامه الذين يتباهون بالسفاهة والإيذاء لأن في الرد على أمثال هؤلاء إهدار للوقت والجهد بلا جدوى .
فالسكوت والإعراض في بعض المواقف أبلغ من الكثير من أفصح الكلمات.
والإعراض عن الجاهلين لا يعد هروبا من مناقشتهم بل يعد حفاظا على أوقات الصالحين من نقاش فارغ مع أشخاص لا يقدرون الحق ولا يسمعون له.
-تلك ثلاث وصايا من أخلاق القرآن
تعد من أثمن الوصايا التي تؤلف بين القلوب
وتعلم العدل والصفح والعفو
وتقيم الداعية مقامه في مقدار الخطاب والإعراض عن الجاهلين.