انخفضت أسعار حديد التسليح في مصر إلى أقل مستوى لها منذ بداية العام الجاري بنحو 58.6% أو ما يعادل 21.8 ألف جنيه للطن من أرض المصنع على خلفية تراجع سعر الدولار منذ تعويم الجنيه في السادس من مارس الماضي.
قال رئيس شركة رويال ستيل لتجارة حديد التسليح، خالد الرفاعي، لـ”العربية Business”، إن أسعار حديد التسليح تتراوح حاليًا بين 37.2 إلى 40.7 ألف جنيه للطن من أرض المصنع بحسب المُنتِج.
كانت قد سجلت أسعار حديد أعلى مستوى تاريخي لها نهاية يناير الماضي بعد أن طبقت المصانع 4 زيادات متتالية على مدر الشهر نفسه، مرتفعة من مستويات تتراوح بين 41 إلى 42 ألف جنيه للطن من أرض المصنع بنهاية ديسمبر 2023.
أوضح الرفاعي، أن الوكلاء والشركات التجارية ينتظرون تراجعًا جديدًا في أسعار الحديد خلال الفترة الحالية ومنذ إعلان الحكومة عن قرب دخول دفعة جديدة من استثمارات رأس الحكمة المنتظرة.
وأعلنت الحكومة المصرية عن صفقة رأس الحكمة في فبراير الماضي بقيمة 35 مليار دولار، وحصلت منذ ذلك الوقت على 10 مليارات دولار و تنتظر دفعة جديدة تقدر بنحو 14 مليار دولار في مايو الجاري.
أضاف أن الكثيرين يتوقعون أن تؤثر الدفعة الجديدة من استثمارات رأس الحكمة على قيمة سعر صرف الدولار، ما سيدعم خطوة إعادة تخفيض أسعار حديد التسليح.
تثبيت أسعار ومبيعات أقل
وأعلنت مصانع الحديد المصرية تثبيت أسعارها لشهر مايو الجاري عند مستويات أبريل الماضي، رغم توقعات التراجع التي أثرت على المبيعات.
أشار إلى أن توقعات تراجع الأسعار قلصت المبيعات خلال الأسابيع الماضية، وأثر ذلك على أسعار البيع للمستهلكين، إذ يرتفع سعر البيع للمستهلكين حاليًا بنحو 500 جنيه على أقصى تقدير فوق سعر المصنع.
و قدر الرفاعي أعلى سعر بيع لحديد التسليح إلى المستهلكين حاليًا بنحو 41.2 ألف جنيه للطن، في حين أن السعر الاسترشادي يصل إلى 42.7 ألف جنيه للطن.
متى تنخفض الأسعار من جديد؟
رهن نائب رئيس مجموعة الجارحي للصلب، أشرف الجارحي، تراجع أسعار الحديد بانخفاض أسعار الصرف، حيث أن الصناعة تستورد نحو 95% من الخامات اللازمة للإنتاج، وكلما تراجع سعر الصرف كلما قلت التكلفة وبالتالي الأسعار.
وتحتاج صناعة حديد التسليح المصرية لاستيراد خامات أولية لصهر البليت بقدرات تصل إلى 4.5 مليون طن سنويا، بالإضافة إلى استيراد 3.5 مليون طن أعواد بيلت جاهزة للدرفلة، بإجمالي قدرات تشغيل تتجاوز 14 مليون طن سنويًا، بحسب بيانات غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات.
أسعار قياسية للمستهلكين
وقالت مصادر لـ”العربية Business”، إن التجار في مصر باعوا طن الحديد للمستهلكين في مطلع العام الجاري بما يصل إلى 65 ألف جنيه بزيادة تجاوزت 6 آلاف جنيهًا عن سعر أرض المصنع.
أوضحت المصادر، أن المصانع كانت توفر نحو 10 إلى 20% فقط من الحصص الشهرية للوكلاء أثناء أزمة العملة الصعبة وارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء إلى مستوى 70 جنيه للدولار.
أشارت إلى أن ذلك صنع فجوة بين العرض والطلب، ودفع التجار لزيادة هوامش أرباحهم في ذروة الأزمة، خاصة وأن الجميع لم يكن يتوقع انفراجة وشيكة فتكالب الكثيرون على الشراء قبل تطبيق زيادة سعرية جديدة.
صادرات قياسية
قال رئيس شركة سوليد ستيل لتجارة حديد التسليح، محمد السويفي، لـ”العربية Business” إن الحصص المحلية كانت ضعيفة مطلع العام لتوجيه المصانع أغلب إنتاجها نحو التصدير بهدف الحصول على عملة صعبة لاستيراد المواد الخام اللازمة للإنتاج.
وصدرت مصر كميات قياسية من حديد التسليح بنهاية العام الماضي بعد أن سجلت زيادة بنسبة 218% إلى 1.511 مليون طن من حديد التسليح مقارنة بنحو 0.475 مليون طن في العام السابق له، وبنمو 65% في العائدات صعودًا إلى 2.3 مليار دولار وفق بيانات غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، والمجلس التصديري لمواد البناء.
ومثلت صادرات العام الماضي نحو 18.75% من إجمالي إنتاج العام، والذي بلغ نحو 8 ملايين طن، وفق بيانات غرفة الصناعات المعدنية.
وتراجعت المبيعات المحلية خلال العام الماضي بنحو 17.4% إلى 6.531 مليون طن بينما انخفض إنتاج العام الماضي من حديد التسليح بنحو 3.9% إلى 8.043 مليون طن مقارنة بنحو 8.369 مليون طن في العام السابق له.