في قوله تعالى: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ” [النمل : 62]

– أن القليل من الناس من يتذكر هذه الحقيقة في أيام الرخاء والسعة والهناء، فإذا هجمت المصائب وتكاثرت المتاعب وحوصر الإنسان في ضوائق الابتلاء ونزلت به شدة من الشدائد… عندها يلجأ هذا المضطر إلى رفع أكف الضراعة إلى الله- تعالى- حتى يكشف الله عنه هذا البلاء… وصدق الله إذ يقول: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ، وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ، فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ.” … أإله مع الله؟

– أني لا أخاف مادمت في جناب اللطف الإلهي الذي يجير ولا يجار عليه والذي يجيب المضطر إليه إذا دخل من باب الدعاء عليه ولعلك تقف أمام هذه الكلمة: (إذا دعاه) فيكف لمكروب أو مهموم أو مضطر  كيف لا يلجأ إلى الله ؟ أإله مع الله ؟

– أن الله تعالى لطيف بعباده يجيب دعوة المضطر ويكشف عنه السوء ويرحم ضعفه ويجبر كسره ويقبل توتبه ويغسل حوبته فهو -جل وعلا – غفور رحيم رؤف كريم .. تكشف هذه الآية عن عظيم رحمة الرحيم الرحمن … أإله مع الله ؟

– أن الله تعالى يكشف السوء والبلاء والوباء متى رجع العبد إليه خاضعا خاشعا منيبا تائبا فقد يسلط الله رسله على عبيده حتى يعود عباده إليه فمن لم  يأت بسلطان الجمال أتى بسلطان الجلال ومن لم يأت مستجيبا أتى مستجيرا فكما غمرنا بأنوار أسماءه الرحيم الرحمن الغفور الغفار…. أيقظنا بجلال أسماءه العزيز القوي الشديد القهار….. أإله مع الله ؟

– أن تعاقب الأجيال وتوارث الأرض للخلفاء من بني آدم هو من تصريفه وتقديره سبحانه وعلى المسخلفين في هذه الأرض أن يعلموا أنهم عبيد قهره وطوع أمره وتحت مشيئته فلا خالق غيره ولا رب سواه وهو الإله الذي لا يشاركه أحد في ملكه. وتُختمُ الآية بالسؤال الذي يقرع القلب خشية وهيبة وتعظيما لهذا الإله الخالق الأكبر…(أإله مع الله ؟)

فهل هناك من يشاركه في ملكه أو من يدعي ذلك ؟ عندها تصدع بتلك الكلمة التي لا مرية فيها عن يقين لا يخالطه شك ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له).

– أن الناس في غفلة كرجل يغيب وعيه ويكثر نسيانه ولا يستفيق ولا يتذكر إلا بهزة قوية لجسده وروحه تجعله يتيقظ ويعود متذكرا لحقوق الله تعالى عليه.

ولكن قليل من الناس من يتذكر ( قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)

– يامن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء اللهم فرج كربنا واكشف السوء عنا وسلمنا ظاهرا وباطنا وارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واشف اللهم مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين اللهم آمين.