فى طريقي لبيتي وجدت رجلاً يمسك بطفل صغير من قدميه مقلوبًا رأسًا على عقب ويضربه بقوة وبلا رحمة حتى أنه لم يعط الصغير فرصة ليبكي …فقط مجرداً من كل مشاعر الإنسانية وبكل ما وهبه الله من قوة يستمر بلطم ظهر الصغير الغض دون أن يتأثر لوجعه أو يتوقف حتى لإلتقاط أنفاسه…
مشهد مرعب أليس كذلك؟!
ماذا كنت تفعل لو حدث هذا أمامك ؟!
بالطبع ستتحرك ..ستعترض
أو قد تجر الرجل من قدمه وتطرحه أرضًا ….لكن ماذا لو علمت أن الطفل قد ابتلع شيئاً وأن الرجل ينقذه لأنه في الحقيقة يختنق!
هل ستضرب الرجل …هل مشاعرك نحوه كما كانت قبل أن تعرف السبب!
لا أظن ذلك بل إنك قد تسرع وتضرب الصغير معه….
الفكرة أنك قد لا ترى الصورة كلها
قد تكون الأمور ليست كما تبدو
لا تدع أحداً يخبرك أنك سيء أو أنك لست شخصاً جيداً…نحن لسنا قضاة بل دعاه كما قالها الإمام الغزالي حين سأله رجل قائلا :ما حكم جارى فهو لا يصلى؟
رد الإمام قائلا:
-حكمه أن تأخذ بيده للمسجد .. نحن دعاة لا قضاة..
لا تهتم بما يجبرونك أن تصبح عليه، صدقنى ستصبح شخصاً لا تعرفه..إحذر أن تدور فى فلكهم. كن أنت كما أنت ولا تحزن إن لم يفهمك الكثير..فحتما زاويتك من الصورة ليست مثل زاويتهم..لا تبرر نفسك لأحد وليبق من يبقى وليرحل من يرحل فقط كن أنت…