في ظل ما نشهده هذه الأيام من تدن واضح للأخلاق والسلوكيات والمترجم في عالم الجريمة الذي نسمع ونقرأ ونشاهده كل يوم في الصحافة وعلى شاشات التفاز، ومعاناة الآباء والأمهات في تربية أبنائهم، فإن هذا الأمر يحتم علينا إعادة النظر في مادة الدين والتي أصبحت مادة لا تضاف للمجموع، وهذا هو محور حديثي في تلك السطور القليلة القادمة.

عندما أجلس بمفردي وأفكر كيف وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه، كيف وأنا أسير في الشارع فأرى أبن يسب أباه أو يضرب أمه، فإذا فعل هذا مع أقرب الناس إليه، فكيف يكون التصرف مع الغريب؟، وبما لا يدع مجالا للشك أن هذا سوء تربية وضعف دين وغياب أخلاق وانعدام الحسية، وكيف لا والدين أصبح منهج مهمش في مدارسنا.

مادة الدين والتي يفترض أن تعلم الطفل الخلق الحسن، وتعلمه القرآن وكيف يتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان بالصورة التي ينبغي أن تكون، ولذا فعندما تهمش مادة الدين فإن المتوقع حدوث سلوكيات سيئة للغاية وأخلاقيات لا تعرف الخير، وأفعال غير محمودة على الإطلاق.

إذًا عند تشخيص الحالة التي نحن عليها الآن فنعرف أن الإنسان الذي يتربى على أخلاق حسنة وطيبة تؤدي إلى انتشار الخير وانطلاقه، ومع انشغال الآباء والأمهات هذه الأيام مع ضغوط الحياة والذي يترتب عليه بعض التقصير اتجاه الأبناء، لزم الأمر هنا أن تكون مادة الدين مادة مضافة للمجموع، حتى لا يحدث لها تهميش، فيقوم المعلم بتعليم الأطفال والطلاب في المدارس الأخلاق والقرأن، يعلمهم كيف يتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان بخلق حسن.

ومن ناحية أخرى يكون الطالب مُلزم بالاهتمام بتلك المادة وما بها من تعاليم حسنة تؤدي في النهاية حال الالتزام بها إلى مجتمع طيب يسوده الود والإحسان، لا الكراهية ولا الإجرام، وأيضًا يهتم الوالدان بمتابعة تلك المادة مع أبنائهم وعدم إهمالها، فيحفظ الأبن القرآن ويحرص على العمل به الأمر الذي يُترجم في النهاية إلى تغير تدريجي في السلوكيات والأخلاق.

وفي النهاية أرجو من السادة أعضاء مجلس النواب باقتراح مشروع قانون يجعل مادة الدين في كافة المراحل التعليمية مادة مضافة للمجموع، مادة لا يستهان بها بأي شكل من الأشكال، لأنه إذا صلح السلوك وحسن الخلق انصلح حال المجتمع وإذا صلح المجتمع انصلح حال الأمة.