سجلت أسعار الذهب في مصر مستوى تاريخي جديد وسط عدم الاستقرار في أسواق الذهب في ظل تراجع المعروض في الوقت الذي يتزايد الطلب على الذهب، كما يستمر الدولار في السوق الموازي في تسجيل أسعار تاريخية في ظل ضبابية المشهد حاليًا.

وافتتح الذهب عياب 21 الأكثر شيوعًا جلسة اليوم الجمعة، عند المستوى 3550 جنيه للجرام ليتداول الذهب حاليًا عند نفس المستوى وهو أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله.

ويأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب أمس بمقدار 155 جنيه حيث اختتم التداولات عند 3550 جنيه للجرام وكان قد افتتح الجلسة عند 3395 جنيه للجرام، وفق رصد تحليلي من جولد بيليون لتتبع حركة الذهب.

وتراجع الذهب خلال اليومين الماضيين، في تصحيح سلبي إلى المستوى 3370 جنيه للجرام قبل أن يبدأ موجة ارتفاع جديدة وقوية لتصل به إلى المستوى التاريخي 3550 جنيه للجرام في أقل من يومين لأول مرة في تاريخ تسعير الذهب في مصر.

ويأتي الارتفاع المستمر في أسعار الذهب المحلي في ظل عدم الاستقرار في أسواق الذهب مع نقص المعروض من الذهب الخام في ظل امتناع عدد من التجار خلال الأيام الأخيرة في توفير كميات من الذهب إلى السوق.

من جهة أخرى، نجد أن الطلب على الذهب يشهد ارتفاعًا خلال هذه الفترة بسبب السيولة النقدية المتزايدة في الأسواق بسبب استحقاق شهادات الـ 25% إلى جانب ضبابية المشهد الاقتصادي وارتفاع مستويات الأسعار للسلع والخدمات مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للعملة.

وقال تحليل “جولد بيليون” إن سعر صرف الدولار في السوق الموازي لعب دور هام ورئيسي في ارتفاع أسعار الذهب بهذا الشكل، فقد ارتفع إلى مستويات تاريخية بسبب شح الدولار وإعلان البنوك عن وقف التعاملات بالبطاقات البنكية خارج مصر، مما زاد من المخاوف في الأسواق.

ويبقى المشهد ضبابي بشكل كبير خاصة في ظل عدم وضوح رؤية الحكومة في التعامل مع أزمة النقد الأجنبي التي تتزايد يوم بعد الآخر، هذا بالإضافة إلى التوترات الحالية الناتج عن استمرار الحرب في غزة وانتقال الصراع إلى البحر الأحمر ، في الوقت الذي تشهد في تحويلات المصريين في الخارج تراجع قياسي بسبب الفجوة بين سعر الدولار الرسمي والدولار الموازي. 

هذا وقد أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني عن تخفيض نظرتها المستقبلية لتنيف السندات الحكومية المصرية إلى سلبية بعد أن كانت مستقرة، بينما أبقت وكالة موديز على تصنيف السندات طويلة الأجل عند Caa1 وهو تصنيف عالي المخاطرة، يعكس الوضع الائتماني الصعب لمصر. 

وتابع تحليل جولد بيليون أن هذه العوامل تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع بدون توقف خاصة مع عدم وجود رؤية لحل هذه الأزمات وبالتالي تبقى الأوضاع الحالية دون تغيير كبير لتستمر في زيادة الضغط على أسعار الذهب المحلي.

سوق الذهب العالمي

أما عن أسعار الذهب عالمياً فقد سجلت اليوم الجمعة ارتفاع للجلسة الثانية على التوالي ولكنه في طريقه إلى تسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي منذ 6 أسابيع، يأتي هذا في ظل ارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية بعد تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية من قبل الأسواق بعد تصريحات أعضاء الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع. 

وسجل الذهب الفوري ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل اعلى مستوى في جلستين عند 2030 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2023 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند 2029 دولار للأونصة.
خلال هذا الأسبوع انخفض الذهب بنسبة 1% حتى الآن وكان قد سجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند 2001 دولار للأونصة قبل أن يقلص خسائره بداية من جلسة أمس، مستغلا عمليات جني الأرباح على الدولار الأمريكي الذي ارتفاع بشكل كبير هذا الأسبوع.

وعدلت الأسواق من توقعاتها تجاه موعد بدء البنك الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، وذلك بعد عدد من تصريحات أعضاء البنك التي أكدت على حاجة البنك الفيدرالي لاستمرار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول من الوقت لضمان تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام.

توقعات أسعار الذهب عالميًا وفي مصر

استكمل سعر الأونصة العالمية الارتفاع خلال تداولات اليوم الجمعة لتجد الدعم من التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بسبب استمرار العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي، بالإضافة إلى التوترات بين باكستان وإيران، الأمر الذي زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن ليبتعد عن أدنى مستوياته في 5 أسابيع التي سجلها هذا الأسبوع.

جولد بيليون