خمسة جنيهات تساوى تجاهلًا ولا مبالاة وعدم إحساس بالمسئولية، ورفض الكشف الطبى على المرضى داخل إحدى الوحدات الصحية بمدينة ٨٠٠ فدان سابقًا، أكتوبر الجديدة حاليًا.

ففى ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، وتوجيهه الدائم بالاهتمام بالمواطن وجعله أولوية قصوى ورعايته صحيًا واجتماعيًا، وتطوير المنشآت الصحية التى يتلقى فيها الخدمة، وغيرها من مؤسسات الدولة الخدمية التى يحتاج إليها باستمرار فى مسيرة حياته اليومية، يظل هناك عدم إحساس بالمسئولية تجاه المواطنين البسطاء، الذين لا يقدرون على تحمُّل أعباء دفع كشف الأطباء الذى أصبح مبالغًا فيه للغاية، ليجدوا الملاذ في المستشفيات العامة والوحدات الصحية. 

فكثيرٌ من المواطنين يذهبون إلى الوحدات الصحية لعدم قدرتهم المادية على الذهاب لطبيب فى عيادته الخاصة، فيقومون بالتوجُّه إليها، والتى تُقدم الخدمة مجانًا للمواطن طبقًا لتعليمات الدولة.. لكن فى مدينة ٦ أكتوبر، وتحديدًا فى أكتوبر الجديدة بمشروع الـ800 فدان «قطاع أ» ، ففي الوحدة الصحية بالمنطقة، التي يتواجد مدير المستشفى ويعاونه ٣ طبيبات يتعاملن مع المواطنين كأنهم فى عزبة خليل بك فى مسلسل الوسية، وكأن المواطنين من محدودى الدخل ليسوا من أبناء هذا الوطن، ولهم حق الرعاية الصحية الذى كَفلها الدستور والقانون، حيث تعمَّدن إهانة المواطنين أمام أطفالهم المرضى بالقول والفعل، حيث قامت إحدى الطبيبات بالتحدُّث فى الهاتف لأكثر من نصف ساعة داخل غرفتها تاركةً المرضى من الأطفال والنساء يعانون داخل الوحدة الصحية من آلآمهم وأوجاعهم، في صورة غير أخلاقية لمهنة تُعدُّ الأسمى لتخفيف آلام الناس.

ولم تكتفِ تلك الطبيبة بذلك الفعل الشائن، بل عند سؤالها من إحدى النساء المرضى: حضرتك أغلقتي الباب في وجه المرضى وقمتِ بالدخول إلى الغرفة الخاصة بالكشف دون أن يدخل أحدٌ معكِ؟ فادعت أنها معها مريضة، وقالت: «أنا أدخَّل اللى أنا عايزاه، أنا مش شغالة عندكم»، على مرأى ومسمع من جميع النساء المتواجدات داخل الوحدة الصحية، دون مُراعاة في حضرة المرض، فكان رد الفعل «حسبنا لله» من قِبل المرضى.

أنقل معاناة المرضى مع الأطباء بالوحدة، في رسالة صارخة للمسئولين لضبط الأوضاع، فنحن فى الجمهورية الجديدة التى نحلم بها منذ زمن، فلا يعيقها من يحاول التخلف عن الركب، وزيادة المعاناة على كاهل المواطن البسيط. 

فصرخة إحدى السيدات للطبيبة: أنتِ شغالة فى وزارة الصحة، ومعيَّنة فى الوحدة الصحية علشان تقدمي خدمة جيدة للمرضى، حسب الإمكانيات المتاحة من الوزارة، وتعليمات وزير الصحة والسكان تؤكد على ضرورة التعامل بحسن التعامل مع المواطنين وتقديم الخدمة كاملةً للمرضى. 

بعد جدالٍ استمر لأكثر من نصف ساعة، حضر مدير الوحدة الصحية بقطاع «أ»، طالبًا من النساء المُتواجدات الهدوء، واستمع من المرضى المتضررات من الطبيبة، ثم طلب من الطبيبة أن تقوم بالكشف على المرضى وعدم تكرار ذلك، إلا أنها وفى مشهدٍ أشد غرابة رفضت العمل، فما كان منه إلا أن طلب من طبيبة أخرى العمل بدلًا منها؟! 

العجيب في ذلك الأمر والمثير للدهشة من جانب المرضى رفض الطبيبة العمل ونهرها للمرضى المتواجدين داخل الوحدة الصحية.. وتساءل أغلبهن: هل هذا حدث بسبب أن الكشف فى الوحدة الصحية ثمنه لا يتعدى خمسة جنيهات وتدعمه الدولة المصرية؟ وهل التعامل غير اللائق أخلاقيًا للمرضى حال الوحدات الصحية كلها؟ الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان لن يتواني عن محاسبة المقصر في حق الخدمات المقدمة للمواطن، بالتحرك السريع والتوجيه بالمرور الدائم والتفتيش على الوحدات الصحية لرؤية ما يحدث من تعاملٍ مع المواطنين على أرض الواقع وتوقيع أقصى عقوبة على من يخذل المرضى رحمةً بهم.